6‏/10‏/2010

رسالة إلى الأشقاء

ىلم تعرف مصر يوما فى تاريخها طريق الخيانة أو حتى لون تلك الخيانة ولم يشهد تاريخها منذ خلقها الله سوى علاقات الأخوة والصدق ولم تتخلى يوما عن دورها كدولة عربية بمثابة القلب النابض لأمة عربية كانت ذات يوم أمة واحدة مترابطة حتى تسلل إليها الضعف والإنقسام بواسطة حفنة من المفسدين الذين يريدون النيل من وحدتنا العربية وتفكيكها بإلصاق التهم للآخرين أو محاولة تشويه أمة لم يسبقها أحد من الأخرين فى نصرة القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وهؤلاء المغرضون فى محاولتهم لتشويه صورة مصر ومحاولة النيل من مكانتها تجدهم تارة يتهمونها بالإتفاق مع إسرائيل وتارة بخيانتها للقضية الفلسطينية وهم يعلمون تمام العلم أنهم يقولون محض إفتراء وتضليل ولا يبغون من ورائه سوى محاولة تفكيك الأمة العربية وخلق نوع من العداء فيما بين الأنظمة الحاكمة وفيما بين شعوب هذه الدول وكان يجب على هؤلاء المندسين المغرضين أن يعلموا أن الفارق كبير مابين الخيانة والإلتزام بالإتفاقيات المعقودة بين الدول .إن مصر حينما عبرت من الهزيمة إلى النصر لم تتوانى عن القيام بمهامها مع الأشقاء العرب وحينما عقدت إتفاق سلام مع إسرائيل لم تعقده منفردة ولكنها  حاولت مرارا أن يكون الإتفاق بين الدول العربية المعنية وبين إسرائيل ولكن تلك الدول قد رفضت وكان من الطبيعى أن تعقد مصر إتفاقها منفردة وهنا نتساءل إذا كان عقد مصر لإتفاق سلام مع إسرائيل يتم بمقتضاه إتهام مصر بالخيانة فهل محاولة البعض هذه الأيام عقد نفس الإتفاق يعتبر خيانة ثم يذهب هؤلاء المغرضون لتشويه صورة مصر بذريعة عدم دعمها للقضية الفلسطينية فنقول لهم أن يخبرونا بأكثر الدول العربية دعما لهذه القضية وعن أى دعم يتحدثون هل أن نرفع أعلام فلسطين أم أن نرتدى إشارات حركة حماس أم أن نرسل قوافل الغذاء  وهل نسميها خيانة إذا قامت دولة بتدعيم فصيل دون الآخرين إذن فالدول العربية التى لاتدعم فتح هى خائنة أم أن الأمانة تنحصر فى تدعيم حركة حماس أم أن الهدف الأساسى هو إقحام مصر فى طريق لم ترسمه لنفسها أو إجبارها على خوض حرب لامبرر لاندلاعها وكذلك يختزل هؤلاء القضية الفلسطينية فى مجرد معبر مغلق أو مواطن يمر ويتناسون أيضا عن سوء فهم اوعن قصد شروط فتح المعابر وكذلك شروط عبور المواطنين وإن كانت الخيانة تتمثل فى عدم مرور فرد فهل يجوز لنا تسمية الدول العربية بالخائنه لما يلاقيه المصريون من سوء معاملة بل ومنع من العبور لمعظم الدول العربية كما يتجاهل هؤلاء المغرضون الإختلاف بين رؤية مصر للقضية الفلسطينية ورؤية بعض الدول حيث تلتزم مصر باتفاقيات دولية وكذلك لم يتطرق أى من هؤلاء إلى طبيعة العلاقات بين الدول العربية ذات الحدود المشتركة وما ينتابها من توترات ربما تصل إلى حد التلويح بالحرب لترسيم حدود حسب مايراه كل منهم ولكن مصر لم يحدث يوما أن إختلفت على حدود بينها وبين أشقائها ولم نسمع يوما أن إتهمت أى من الدول العربية بالخيانة مع أن التاريخ يحمل الكثير .إن هؤلاء المغرضين لم يكتبوا أو يتحدثوا من منطلق الحرص على الدور المصرى ولكن من منطلق إحداث فرقة ووقيعة بينها وبين باقى الدول العربية وكذلك من أجل مصدر رزق لهؤلاء المتسولين يحصلون منه على فتات عيشهم حتى ولو كانت الوسيلة هى الإدعاء على الآخرين بالباطل والأكاذيب كما أن الأنظمه العربية التى تدعم مثل هذه التوجهات تحاول لفت إنتباه شعوبها عن قضاياهم المحلية بالتركيز على سياسات الدول الأخرى لأنها لم تقدم شيئا لشعوبها وخوفا من مواجهة شعوبها فراحت تشغلهم بأمور ليست من شأنها وتوجه عدائهم خارج حدودها وفى الوقت نفسه ربما لم تستطع هذه الشعوب مواجهة حكوماتها فراحت تنفس عن غضبها فى مكان ربما لايستطيع معاقبتها فبات كل من الحكومات والشعوب يتوجهون فى الطريق الخطأ  أو ربما حاول هؤلاء البحث عن نصر مزعوم فلم يجدوه فتوهموا أن إعتدائهم على مصر يمثل نصرا لهم ولم يتنبهوا إلى أن مصر تتسامح لأبعد الحدود ولكن يوم تغضب لا يستطيع إيقافها كائن ما كان فغضبها كغضب السماء وفعلها فعل الأقوياء وزئيرها زئير الأسود فليتنبه الأشقاء العرب من شر الحليم إذا غضب ومن قوة المسالم إذا فعل إن هؤلاء الموتورين يتناسون عن قصد ماقامت به مصر من إحياء للعديد من ثورات التحرر العربى كما فعلت مع مختلف الدول العربية كذلك تناسى هؤلاء من هم أقرب للخيانة من تم استعمارهم مايقارب المائة عام ولم يتعلموا حرفا من لغة المستعمر أم من تخلوا عن هويتهم العربية فاستبدلوها بهوية غربية سعيا وراء مكاسب نتيجة الإحتلال أما مصر فربما تكون الدولة الوحيدة التى لم تستفد من الإحتلال سواء فى إكتساب لغة أجنبية أو رفع قضايا تعويضية إن مصر لم تتخلى يوما عن عروبتها ولم نتحسر يوما أننا جزءا من الأمه العربيه ولم نتمنى يوما ألا نكون بين العرب ولكننا دائما نفخر ونعتز بعروبتنا ونرفع عاليا إيماننا بالله ورسالة نبيه إن هؤلاء المغرضون ليس من السهل عليهم النيل من مصر بمجرد كلمات أو شعارات لأن مصر عالية شامخة بتاريخها وهويتها العربية الإسلامية وبشعبها الأبى وبنضالها الشريف وأنهم مهما صنعوا فلن يفل الحديد إلا الحديد وهؤلاء لايرقون إلى مستوى صدأ الحديد ولن ينالوا من مصر هم وغيرهم لأن مصر ومن فيها إن شاء الله آمنين .

ليست هناك تعليقات: