27‏/9‏/2010

السكان الأصليون ...والسكان العابرون!!!

عندما فتح عمرو بن العاص مصر لم يأت إليها غازيا بل جاء فاتحا وبطلب من أهلها رغبة منهم فى دخول الإسلام فما كان من أمير المؤمنين إلا أن إستجاب لهذا الطلب فجاء إلى مصرعمرو وإستقبله أهلها بالفرح والإمتنان ومنذ ذلك التاريخ وأصبح الإسلام دين الدولة وهنا يتضح لنا أن المسلمين المصريون هم أبناؤها من سكانها الأصليين ولم يكونوا عابرى سبيل وإستقروا بها أو جاءوا مع الفتح ثم مكثوا فيها ولو إفترضنا جدلا أن المسلمين فى مصر قد جاءوا مع الفتح الإسلامى ثم مكثوا فأصبحوا من أهل الدولة وعاشوا ويعيشون فيها منذ ألف وأربعمائة عام وأسوق هذا الإفتراض لكى أتوجه بالسؤال إلى الكنيسة فهل إذا كان المسلمون فى مصر هم ضيوف على أرضها فهل يمكن الكنيسة القول أن الأمريكيين هم أيضا ضيوف على أرضهم وليسوا هم السكان الأصليين وأن أصحاب الأرض الأصليين هم الهنود الحمر الذين تم تذبيحهم وتشريدهم وطردهم خارج البلاد هل الأفارقة الأوائل الذين بنوا الدولة الأمريكية ليسوا أصحاب أرض هل يمكن للكنيسة أن تقول لإسرائيل أنكم لم تأتوا حتى غازين أو فاتحين بل جئتم محتلين فسرقتم الأرض وطردتم الأهل وجعلتموهم لاجئين ولم يقول أحدا يوما أن الإسرائيليين محتلون أو أنهم حتى ضيوفا ولكن جميعنا يتعامل معهم وكأنهم أصحاب الأرض الفعليين بل على العكس يحاول الفلسطينيون أصحاب الأرض الشرعيين منذ زمن بعيد أن يحصلوا على مساحة من الأرض يعيشون عليها بأمان وسلام جنبا إلى جنب مع المحتلين الذين لم نسمع الكنيسة يوما تطالبهم بالرحيل لأن مدة الضيافة قد طالت وأن الإقامة قد إنتهت وطبعا مع عدم جواز المقارنه بين المالك والمحتل وعلى جانب آخرلو إفترضنا صحة ما تقوله الكنيسة بأن المسلمين ضيوفا على أرض مصر لأنهم جاؤا بعد المسيحية فنستطيع بنفس المنطق أن نقول أن المسيحيين أيضا ضيوف عليها لأن مصر لم تنشأ مسيحية بل كانت فرعونية إذن فهم أيضا ليسوا أصحاب الأرض وهكذا نبدوا فى دائرة لاتنتهى نصبح جميعا لسنا أصحاب أرض ونفتح أبوابا للجدال تؤدى إلى صراع لا يعود بنفع على مسلم كان أم مسيحي ولكنها مقارنه افتراضية أم الكنيسة وربما إعتقادا منها بسوء حال الأمة الإسلامية وضعف الحكومة المصرية أمام الهجمات الداخلية والخارجية لإفتقادها الشرعية وإنشغالها فى أمور سلطوية وبسبب تطاول الكثير من الجهات على السيادة المصرية كل هذا ربما جعل الكنيسة هى الأخرى تنشد حظا من هذه الهجمة الحارجية فأرادت لنفسها نصيبا تصيب به ثوابت الدولة المصرية بل والأمة الإسلامية بتطاولها على أهم العقائد الإسلامية وأكرم الكتب السماوية وهذا كله يفتح بابا للتناحر والتصارع على عقائد دينية لا تهم سوى أصحابها فلايجب أن يخوض أى إنسان فى عقيدة الآخرين خاصة إذا كنا نعيش على أرض واحدة تجمعنا هموم واحدة وآمال مشتركة ومشكلات متشابهة ولابد من الرجوع إلى الحق والفضيلة وإن كنا مختلفين فى العقيدة فيبقى أننا جميعا مصريون نسكن أرضا واحدة وإن لم نستطع أن يحب بعضنا بعضا فلابد أن يحترم كل منا الآخر وأن نتعايش جميعا دونما مساس بمعتقدات وثوابت فلكم دينكم ولى دين.

ليست هناك تعليقات: