4‏/6‏/2010

هل هى الوطنيه أم تفريغ الهوية؟

لاشك أن كل مصرى يشعر بالفخر والشرف لهذه الروح الوطنيه التى تعم الوطن بأسره وهذا الإلتفاف الجماهيرى وهذا الإنتماء والولاء لهذا الوطن فالكل ينطق لغه واحده هى لغة النصر بل هى لغة مصر ولكن هذا الإحساس يملأه إحساس بالحزن والألم ليس لأن الشعب لم يعد تشغله سوى مباراة لكرة القدم أو أن حلمه أصبح ليس إلا الفوز فى هذه المباراه أو تلك ولكن لأن هذا الحشد الجماهيرى وهذه الروح الوطنيه العظيمه لانراهم إلا فى مجرد مباراه وهو حدث لايرقى لكل هذا الحماس الزائد وهذه الوطنيه السطحيه فهناك أحداث عظام مرت وتمر على الأمه ولم نشاهد مثل هذا الإلتفاف الجماهيرى فلكم مرت الأمه بأزمات عديده تمس أبناء الشعب وتواجه الوطن مشكلات عضال تحتاج إلى أضعاف هذا الحشد وهذا الإحساس بالإنتماء ولكن للأسف لم نلحظ أى منهما ومايثير الحزن أكثر أن النظام العربى عامة يغذى تلك الروح الحماسيه لدى الجماهير وربما دون أن يدرى أو عن قصد يقوم بطمس الهويه الوطنيه بل يقوم بتبديل أولويات الشعوب وتفريغها من مشاكلها الحقيقيه وقضاياها الوطنيه فأصبحنا بدلا من الإجتماع على كلمة سواء لنصرة قضية عربيه أو الدفاع عن قضية إسلاميه أصبحنا نتعارك فيما بيننا من أجل مباراة وديه أو حتى رسميه وهذا أدعى إلى الحزن على ماوصلت إليه أحوال هذه الشعوب والتى أصبحت تجرى فى فلك الإعلام وفى فلك النظام يسيرها كيفما شاء ويحدد لها أولوياتها ويأخذها بعيدا عن واقعها ويبقى سؤال هل النظام حقا قادر على أن يصنع كل هذا أم أن الشعوب هى التى تريد الهروب من واقع أليم ومشاكل عديده إلى واقع مرسوم تغلفه صورة براقه وعالم جميل أم أنه تبدلت لدينا المفاهيم وتغيرت عندنا القضايا وتحولت القيم وإختلفت المعايير أم أنه طمست الهويه العربيه فأصبحنا لانفكر ولا نعى بل أصبحنا ليس سوى مشاهدين نتابع القضايا والمشكلات كأنها لاتمس حياتنا ولاتهم أبنائنا ولا تؤثر على مستقبلنا أم أنه مات الإدراك عندنا فأصبحنا لانستطيع التمييز بين ماهو واقع وماهو صوره ولكن مالايختلف عليه أحد أننا أصبحنا فى حال غير الحال وأصبح الحال أسوأ كثير عما كان.

ليست هناك تعليقات: