4‏/6‏/2010

كرامة الانسان أم بقاء السلطان؟

من المبادىء الأساسية التى تقوم عليها الدول هى حماية الدستور وإذا كانت من المواد الأساسية فى جميع الدساتير بل فى جميع المبادىء الإنسانية أن تقوم الحكومة بالحفاظ على كرامة أبنائها وحماية أرواحهم ليس داخل البلاد فحسب بل و خارجها ولكن مايحدث من إنتهاك لكرامة الإنسان وإمتهان إنسانيته ومحاولة سلب حقوقه فى التعبير عن أراءه ورؤيته وبالطرق السلمية فهذا ليس بتصرف الحكومات التى تدعى أنها منتخبة بل لايرقى إلى حد الحكومات الإستعمارية بل هو دون ذلك بكثير وإذا كنا نعلم أبناءنا أنه لايليق بأحد مهما كان شأنه أن يمتهن كرامة أخر أو يعتدى على حقوقه وإذا كنا نريد خلق أجيال تتعايش بسلام بين أبنائها على إختلاف طوائفها فكيف يمكننا إقناع الأبناء بسلوكيات نحن لانعرف عنها شيئا أو بالأحرى لاتعرف عنها الحكومة شىء سوى أنها ترددها مثلما تردد العديد من العبارات الجوفاء وإذا كان علماء النفس والإجتماع يوصون دائما بعدم إستخدام العنف فى تربية الأولاد وأن يتم عقابهم بطرق وأشكال بعيدة عن العنف وذلك لما للعنف من تأثير سلبى فى تكوين شخصياتهم وإذا كانت العديد من الأبحاث التى تناولت التأثير السلبى لمشاهدة العنف سواء فى البرامج أو الأفلام لدى الأطفال فمابالنا بإستخدامه فى الواقع وإذا كانت الأبحاث تؤكد على أن التأثير النفسى لدى الأطفال أقل بكثير عنه لدى الكبار فعندئذ نصل إلى نتيجة مؤداها أنه إذا كنا نمنع إستخدام العنف ضد الأطفال ونعتبره جريمة يعاقب عليها القانون حتى ولو كان الجناة هم الأباء أو الأمهات وإذا كنا قد علمنا أن حجم تأثر العنف على الأولاد أقل بكثير مقارنة بالكبار فإذن ماذا نقول بحق إرتكابه ضد هؤلاء الكبار البالغين الراشدين وهل نستطيع سن القوانين التى تجرم إستخدام العنف ضد الكبار وهل هناك نص قانونى يجيز إستخدام مثل هذا العنف ضد الكبار وإذا كنا حريصين على مشاعر هؤلاء الصغار فمابالنا بهؤلاء الكبار الذين هم أباء لهؤلاء الأطفال وكيف لهؤلاء الكبار أن يقومو بتربية الأطفال وكيف يستطيعون إقناع الصغار بعدم إستخدام العنف وكيف لهؤلاء الكبار أن يمارسو حياتهم بعدما أهدرت كرامتهم وكيف تكون رؤيتهم لأنفسهم وكيف سيكون تعاملهم مع أجهزة الحكومة وهل تنتظر الحكومة من هؤلاء المهانين أن يبقى لديهم ولو أقل القليل من الحب أو الأحترام تجاه حكومتهم أو نحو نظامهم وكيف تطلبون من هؤلاء الإنتماء إلى وطن لم يعطهم أسباب الإنتماء وكيف تطلبون منهم الشعور بالوطنية نحو وطن لم يسقهم حبا أو عطفا بل سقاهم إهانة وقسوة وحرمان وهنا نتساءل هل من الصواب أن نعامل الناس هكذا معاملة لاترقى إلى معاملة الحيوان وهل من الصواب أن نقمع كل صوت يحاول التعبيرعن مكنونات مشاعره وعن أفاق أفكاره وأن يحاول السعى إلى تحقيق أحلام ليست من أجله بل من أجل وطن بكامله وهل من الصواب أن يكون كل من يطالب بحق أو حرية أن يعامل كمن لاإنسانية لديه وإذا كانت المواثيق الدولية والقوانين المحلية لاتبيح إستخدام العنف والقسوة مع المجرمين فكيف لنا أن نستخدم ماهو أكثر عنفا وأشد قسوة مع هؤلاء الأبرياء من المواطنين ومن هنا أناشد كل المسؤلين أنكم بتلك التصرفات وهذه الأفعال لاتحافظون على الأوطان ولاتبنون الإنسان ولكن ربما تسعون بأفعالكم للمحافظة على نظام لم نختره ولم نثنى عليه وكذلك لن يحبه أو يتعاطف معه أحد بل تكرسون الكراهية والحقد لدى كل الأحرار وكل المحتجين ولن يتوقف أيا منهم عن المطالبة بحقوقه طالما بقيت فى الإنسانية أشخاص شرفاء وأناس أحرار وهيهات لكل من يلعب بالنار فلن تحرق النار إلا ماسكها.

ليست هناك تعليقات: