4‏/6‏/2010

تعديلات دستورية أم أوامر قهرية؟

لاشك أننا جميعا نطالب بتعديلات دستورية تشمل كافة التعديلات التى من شأنها الحفاظ على حقوق الأفراد وكذلك حماية سيادة البلاد وتضمن المساواة بين كافة المواطنين دون تمييز سواء على أساس الدين أو الجنس ولكن مايحدث على الساحة فى مصر لايعدو أن تكون تعديلاتسطحية لاترقى إلى الحد الأدنى الذى يريده الأفراد فالناس تريد تعديلات جوهرية يلمسها المواطن العادى ويرى نتائج إيجابية يستفيد منها ولكن يبدوا أن القائمين على الدستور لايريدون سوى عمل تعديلات ماأنزل الله بها من سلطان وربما تعديلات لاتغنى ولاتسمن من جوع فإذا كانت المطالبة باجراء تعديلات فهذا يقتضى ضرورة التغيير الذى يضيف إلى الجميع وليس إلى فئة محددة ولكن ربما لايريدون تغييرا حقيقيا ولكن مجرد تغييرات شكلية فإذا كان التعديل من أجل تمكين المرأة يتم التعديل والناس نيام ليس مراعاة لحقوق المرأة فكلنا مع المرأة فى سبيل نيل حقوقهاولكن لأن تمكين المرأة من لوازم الديمقراطية ومن ملامح العصرية ومن سمات الرأسمالية أما تمكين رجال السياسة من ممارسة حقوقهم السياسية المشروعة والتعبير عن أفكارهم وأرائهم بالطرق السلمية فهذا يتنافى مع ديمقراطية النظام لأنه بإختصار الديمقراطية فى مصر غير باقى الديمقراطيات لأننا فى مصر لنا خصوصيتنا وهذه التصرفات من صميم الخصوصية وذلك بأن تعطى لمن تحب وتمنع عن من لاتحب أن تقنن ماتريد وتجرم ماتشاء أن تحرر العبد وتستعبد الحر أن تستقوى على الحق وتستضعف أمام الباطل أن ترى الأشياء بغير مايراها الناس أن تفهم الأمور بغير منطق الفاهمين أن تفسر التصرفات بغير مفهوم العلماء أن تمنطق الغباء وتستغبى العقلاء أن تمنهج الفساد وتترك الشرف والنزاهة للعشوائية أن تدعى على الناس بالباطل فتصف النزيه الشريف بالخائن العميل وتسب الحر الأبى بالهمجى الإرهابى أن تمكن السفهاء من قيادة الحكماء وأن تترك الحكماء لتبجح البلهاء وتصرف الأغبياء وكل هذا وذاك لأننا فى مصر الحبيبة لنا خصوصيتنا تلك الخصوصية التى تقلب كل الحقائق وتضيع كل الثوابت وتشوه كل الأفكار وتقتل كل الأحلام والأمال مصر الحبيبة ليست مصر الأرض والتاريخ والحضارة والوطن والأهل والأحباب ولكن مصر النظام الحاكم بأتباعه وشخوصه أما مصر الأبيه فهى مصر الخلود مصر النبلاء والحكماء ولن تضيعى يامصر مهما علا السفهاء ومهما سطا الأغبياء ومهما تحكم فينا من هم دون الغوغاء فوالله لن ينالو من مصر طالما بقى فيها خلفاء الزعماء وأبناء وأحفاد الشرفاء وسلالة بنوا الأنبياء وليفعل النظام بنا مايشاء فلن تعود العجلة إلى الوراء ولن يتراجع الأحرار والنبلاء فى سبيل تحرير الوطن ليس من إستعمار أجنبى بل من إستبداد أبدى وحينها لن يرحم الزمان من لم يرحم ولن يغفر الدهر لمن لم يسامح وسوف يعاقب الوطن كل من حاول إفساده وإستعباده ولكن عندها سيكون العقاب بالحق والحكم والجزاء بالعدل وليس بالرغبة والهوى.

ليست هناك تعليقات: