16‏/9‏/2011

هل إنحاز الجيش إلى الثورة حقا؟

لاشك أن الجميع فى مصر بل والعالم العربى كافة يثمن ويقدر موقف الجيش المصرى من الثورة وإنحيازه لجانبها ولكن الأحداث التى تجرى على الأرض تجعلنا نفند هذا الموقف فالمتابع لما يتم إتخاذه من إجراءات منذ قيام الثورة وإسقاطها للنظام لا يلمس تغييرا فى السياسات وكأن شيئا لم يتغير وكأن نظاما لم يسقط بل ويبدوا وكأنها مجرد وجوه تبدلت وأسماء تغيرت مع بقاء نفس الأساليب والسياسات بل ربما نشهد توجها نحو ما هو أكثر سوءا وهنا نلفت الإنتباه إلى ما يتخذه المجلس العسكرى من إجراءات وما ينتهجه من سياسات بما يوحى بأن المجلس بصفته القائد الرسمى للقوات المسلحة ربما لم يتخذ موقفا منحازا لجانب الثورة بل إنحاز لجانب الصواب فحسب وليس لأن أعضاءه ثوارا أو إيمانا منهم بالثورة وأهدافها ومبادئها ولكن كان الإنحياز إلى صوت العقل والمصلحة العليا فى هذه المرحلة وما كان أمام الجيش سوى الإنحياز إلى الشعب وثورته عندما ظهر واضحا مدى الإجماع الشعبى على هذه الثورة ومدى إصرار الجموع على إستكمالها وتجنبا لإراقة الدماء فكان الإختيار أمام الجيش إما أن يضحى بالشعب أو أن يضحى بالنظام وبالطبع كان الإختيارهو التضحية بالنظام لأنه لا يكلف الجيش شيئا بل يضمن له البقاء فى السلطة كما يضمن له وقوف الشعب بجانبه كما أن حرص قادة الجيش على عدم المساءلة القانونية والدولية دفعهم إلى الوقوف بجانب الثورة وإلا فسيكون أمامهم المجتمع الدولى والمحكمة الجنائية ناهيك عن إحتمالية حدوث إنشقاقات داخل صفوف الجيش نفسه وما يمكن أن يسببه ذلك من نتائج خطيرة وسيدفعون ثمنا باهظا لو وقفوا إلى جانب النظام فى الوقت الذى يعلمون فيه عدم الجدوى من هذا الوقوف وعلمهم بحتمية سقوط النظام فلماذا يقفون بجانبه وهو إلى زوال ولماذا لا يتم إستثمارالثورة بما يعود عليهم بمكاسب ويجنبهم المخاطرة بمناصبهم ومستقبلهم ومن هنا لم يكن موقف الجيش إلا إتساقا مع الموقف الثورى عندما بدا فى الأفق نجاح الثورة وكل من يقف فى طريقها فإما يناله الخلع أو أن يقف داخل قفص الإتهام لذلك إختار الجيش الوقوف إلى جانب الثورة فيجنى مكاسب دون تقديم أية تضحيات ويمسك بزمام السلطة دون أية مخاطرة وكان إختيار الجيش للصواب والمصلحة وليس إيمانا بالثورة أو مساندة للثوار ويدلل على ذلك تلك الخطوات والسياسات التى يتبعها المجلس فهى لا تمت بصلة إلى ثورة ولا يتخذها ثواروهى إن لم تكن نسخة مكررة من سياسات النظام البائد فهى أكثر سوءا وأكثر إستبدادا ومع ذلك نقدر ونثمن موقف الجيش وإختياره للصواب وعدم تعريض البلاد إلى حرب داخلية بين الشعب والجيش ولكن لايكون الثمن بأن ننتقل من نظام قمنا بثورتنا لإسقاطه فنسقط نحن داخل نظام أكثر سوءا وأشد قسوة لأن ثورتنا كانت لنيل الحرية وتحقيق الديمقراطية والعدالة الإجتماعية أما ما نشاهده لا يرقى إلى الحد الأدنى المطلوب من نظام جاءت به الثورة وجاء به الشعب وبدورنا نطالب المجلس أن يكون شريكا معنا لا وصيا علينا وننظر منه سياسات ثورية وإجراءات فورية ومزيد من الشفافية والحرية لننتقل من مرحلة القهر والقمع والتبعية التى عشناها عقودا طويلة إلى مرحلة حرية وديمقراطية وإستقلالية وعدالة إجتماعية حتى نجنى ثمار ثورتنا فنحن الشعب من دفع ثمنها ولا يصح أن يقطف ثمارها غيرنا فيا أيها الجيش العظيم نقدر لكم موقفكم ولكن لا تبخسونا حقوقنا ولا تقفزوا على ثورتنا لأننا أصحابها ونريد إستكمالها كما بدأناها وجنى ثمارها فلا تكونوا عائقنا لأن الثورة ستسير فى طريقها ولن تسمح بإيقافها فلا تكونوا خصوما وكونوا لنا شركاء وداعمين ولكم منا السلام.

ليست هناك تعليقات: