فى أعتى الديمقراطيات يقوم البرلمان بوضع وتغيير الدساتير عن طريق أعضاءه المنتخبين أو عن طريق من يختارهم هؤلاء الأعضاء ولم نسمع يوما فى أى من الدول الديمقراطية أن الأحزاب الخاسرة إن لم تكن الفاشلة هى من تريد التحكم فى مواد الدستور بل فى وضعه بالرغم من عدم تمثيلهم لأحد وإلا كانوا فازوا بالأغلبية وأتعجب كيف لمن لم يفوضهم أحد للتعبير عنهم يريدون التعبير عن الشعب بأسره بالرغم من عدم إختيار هذا الشعب لهم ولو كان الأمر هكذا فيأتى من فشل فى الحصول على موافقة الشعب ليكون ممثلا لهذا الشعب بل ومعبرا عن إرادته التى لم يمنحه أحد التفويض بها وإذا كان الأمر هكذا فيأتى من لم يفوضهم أحدا لينصبوا أنفسهم أوصياء على من لم يختاروهم فما الفائدة من الإنتخابات ما دامت لا تأتى بمن يختارهم الشعب ولكن وجب على الجميع الإمتثال لإختيار الأغلبية الشعبية حتى ولو كان إختيارها خاطئا فعليها تحمل مسئوليتها وتلك هى الديمقراطية أم من يدعون النخبة يريدون تأسيس مفهوما للديمقراطية لم تصل إليه النظم الديمقراطية العتيقة والتى تتلمذ هؤلاء فى مدارسها بل ويتفاخرون بها أم أن هذه النخبة المزيفة لأنها لم تستطع التواجد فى الشارع ولم تتمكن من التواصل مع الجماهير فلم تستطع الحصول على أصواتها فإذا بها تخرج علينا بتقاليد جديدة أولها التمرد على نتائج ممارسة الديمقراطية المتمثلة فى إختيار الأغلبية وثانيها الإلتفاف على هذه النتائج بل والإرتداد بنا إلى ما قبل عصور الحرية والديمقراطية الحديثة ومع أنهم لا يزالون يتحدثون باسم الديمقراطية التى لم يتعاملوا بها ولم يرضوا عن نتائجها فى سلوك واضح على أنهم يتاجرون بشعارات ولا يؤمنون بها وبات واضحا أنهم يقولون ما لا يفعلون وأن الديمقراطية عندهم ما هى إلا ديمقراطيتهم وحدهم والتى لا تسمح بالتنافس الحر وتقبل النتائج مهما كانت مخيبة للآمال وقبول الآخر ولكن أن يطلع علينا هؤلاء للإستخفاف برأى الأغلبية التى لم تقتنع بهم ولم ترضى عن أدائهم وإنصرفت عنهم وبدلا من محاولة هؤلاء النخبة البحث عن أسباب فشلهم إذا بهم يعلقون خيبتهم على تلك الأغلبية بإتهامها بالغباء والسذاجة وكأننا شعب لا يفهم كيف يحدد مصيره وكيف يختار ممثليه وتلك أكاذيب يحاول هؤلاء النخبة الترويج لها للتستر على أسباب فشلهم الحقيقية وضعف تواجدهم ثم تراهم يلتفون على الشرعية الدستورية وعلى الإرادة الشعبية بإختلاق الأسباب وإيجاد المبررات التى لا تسمح بالعمل بموجب إختيار الأغلبية الشعبية فهاهم يريدون عمل دستور بأنفسهم بدلا من البرلمان المنتخب ولا أعرف كيف لمن لم ينالوا الأصوات ولم يختارهم أحد ولم يستمع إليهم كيف يريدون تمثيل تلك الأغلبية الرافضة لهم ولأفكارهم فهل ديمقراطية تلك أم هى ديكتاتورية الأقلية وهل حان الوقت لتلك النخبة المزيفة أن تستمع هى إلى صوت الأغلبية الفعلية بل على تلك النخبة أن تذهب للجلوس فى مكانها الطبيعى وتترك المجال لتلك الأغلبية للجلوس فى الصدارة مكان النخبة لأنه وبحق تلك الأغلبية هى من يستحق لقب النخبة لا أن تستمع إلى من يدعون النخبة ولا وجود لها إلا فى مخيلة أصحابها ولا وجود لهم لدى الأغلبية الشعبية ولنعيد ترتيب الصفوف وليأخذ كل منا مكانه الطبيعى الذى يستحق الجلوس فيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق