20‏/7‏/2011

هل تتحول عروس النيل إلى عجوز عقيم؟

تعرف المنصورة دائما بعروس النيل ودائما ما نعشقها ونعشق هدوئها الذى لم يعد هادءا بعد بل سيطر عليها الإزدحام والضجيج وكأنها أصبحت عاصمة البلاد وعلى مر السنين والعقود لم نرى تغييرا يقوم به أى من المحافظين لحل مشاكلها والتخفيف عنها وإعادتها إلى ما كانت عليه فى سابق العهد لنرى فيها كل ما هو جميل بعد تردى أوضاعها وتدهور أحوالها وتكمن الأسباب فى سوء التخطيط أو بالأحرى فى غياب التخطيط  ولا أعرف ماذا يفعل المحافظون أحدهم بعد الآخر فها هى نفس المشكلات ونفس السلبيات ولا جديد ولا تغيير ولا يفعل هؤلاء المحافظون شيئا وكأنهم ما جاءوا إلا للجلوس فى المكاتب المكيفة لتوقيع بعض أوراق تأتى وتروح ولا نعترض على الجلوس فى تلك المكاتب المكيفة أو التوقيعات ولكن نتساءل هل جلس السيد المحافظ  الذى يمثل رئيس الدولة فى المحافظة ليوقع على أن هذا قد ذهب وذاك قد جاء وهل هذا هو عمل المحافظ ونتساءل ماذا فعل المحافظ للقضاء على مشكلات المحافظة ماذا فعل للتغلب على مشكلة الزحام المستمر بها وهى من المحافظات غير المكتظة بالسكان والإجابة ببساطة هى عدم وجود سياسة تخطيطية واضحة أو حتى مجرد سياسة غيرواضحة فلم نرى عملا يثبت وجود سياسة للمحافظ يستطيع بها حل المشكلات والتغلب على العقبات سواء على المستوى التخطيطى أو التنفيذى أو المستوى الإدارى فها هى المحافظة منذ تأسيسها لم يتغير فيها شىء فها هوالكوبرى الوحيد الذى يربط ضفتى المحافظة والذى إنتهت مدة صلاحيته وننتظرحتى يسقط أولا ويسقط معه مئات أو ألاف الضحايا حتى نرى المشكلة فهل يمكننا فى العهد الجديد أن نرى محافظا يستطيع العمل برؤية هذا العهد الجديد وهل يمكن أن نجد محافظا يملك الرؤية الواضحة والإستراتيجية المناسبة لمواكبة التغييرات هل نرى يوما محافظا يقوم بإعادة تخطيط المدينة لتخفيف الضغط عنها هل يمكنه أن يقوم بشق الشوارع الجديدة أو نقل التكتل الخدمى بعيدا عن المدينة أو على الأقل إعادة توزيع تلك المنشآت بدلا من تكديسها فى مكان واحد ليس له سوى منفذ واحد مما يسبب إختناق المدينة بأكملها هل نجد يوما محافظا ينقل مواقف السيارات خارجا أو ينقل سوق الجملة بعيدا عن تلك المنطقة المزدحمة بطبيعتها أم أن هذا ليس من شأن المحافظين وهناك الكثير من المنشأت التى يمكن إعادة توزيعها لتخفيف الضغط عن قلب المدينة بدلا من زيادة لم أجد يوما عملا يدلل على وجود رؤية واضحة أو خطة متكاملة للنهوض بالمحافظة فلم أرى أعمالا سوى طحن الماء الذى ليس فى حاجة إلى طحن بل نحن فى حاجة إلى الطحين نفسه ولم أرى يوما أعمالا سوى إزالة أسفلت وإعادته من جديد فى فترات لا تتجاوز العام الواحد كمثال صارخ على إهدار المال العام فهل قام المحافظ يوما بدراسة إقامة بعض المشروعات الإنتاجية التى تخدم المحافظة وتضعها على الخريطة الصناعية وتخدم أبناءها بتوفير فرص عمل تخدم المجتمع ككل أم أننا لا نجيد عملا سوى الإستهلاك مما يصنع الآخرون يا سيادة المحافظ الجديد فى العهد الجديد نريد أداءا جديدا ونريد مشاريع إنتاجية ومرافق حيوية ونريد إدارة تخطيطية وليس مجرد توقيعات وإجراءات روتينية أومجرد أداء وظيفة مكتبية حتى نستطيع النهوض بمدينتنا ومن ثم النهوض بمجتمعنا كله أفرادا ومؤسسات وهذا ليس صعب التنفيذ أو بعيد المنال فى ظل العهد الجديد ويقظة الأمة فهل ننتظر الجديد أم سنبقى أسرى العهد البعيد فهل لنا من جواب يحافظ على مدينتنا ويحفظ شبابها أم أنها حقا أصبحت عجوز عقيم؟

ليست هناك تعليقات: