إن الثورة الخالدة دعا إليها وبدأها مجموعة من الشباب وإنضم إليها باقى فئات الشعب بمختلف إتجاهاتهم وثقافاتهم ومستوياتهم ولم يجبرهم أحد على الإنضمام إليها سوى أنهم وجدوا مايلبى رغباتهم ويحقق طموحاتهم ويتوافق مع ميولهم فشاركت فيها الجماهير من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وإمتزج الجميع فى بوتقة واحدة تهدف إلى إنجاح الثورة وتحقيق أهدافها والتى إجتمعوا عليها ومرت الأيام وسقط النظام أو قل إن شئت سقطت رؤوس النظام ثم جاء الإستفتاء على التعديلات الدستورية وبدأ ما يسميه البعض الإنشقاق ولا أعرف أى إنشقاق يتحدثون عنه وكأنه من الضرورى أن نظل جميعا لسانا واحدا وفكرا واحدا وإتجاها واحدا ولكن ما حدث هو التنوع وحق الإختيار فى أمور ليست حتمية وتتضمن الإختلاف وهنا لابد من إحترام آراء بعضنا البعض إن كنا حقا نتحدث عن ثورة قامت لترسخ مبادىء الحرية والديمقراطية وتنشر مبادىء العدل ولكن بدأنا توجيه الإتهامات وكأن من يخالف وجهة نظرنا يصبح خائنا ثم بدأت أصوات تتعالى بإتهام البعض باستخدام الشعارات الدينية للتغرير بالجماهير وهنا أتساءل هل الملايين التى خرجت إلى الشارع عندما قامت الثورة وملأت الشوارع والميادين فى كافة أنحاء مصر عندما لم تكن هناك شعارات دينية ولم يخرجوا طالبين الجنة ولكن خرجوا ولبوا الدعوة لأنها توافقت مع تطلعاتهم وجاءت لتحقق مطالبهم فإستجابوا لها وإن كان الأمر هكذا فكيف حدث وقد إنضم إليهم من كانوا بينكم فى الميدان وممن كانوا يستجيبون لأوامركم وهنا أيضا أتساءل كيف تحول هؤلاء من طاعتكم إلى طاعة غيركم والإجابة تكمن فى أنهم لايطيعون أحدا سواء أنتم أو غيركم وإنما يختارون ما يرونه الأصلح لهم وللبلاد فعندما أدركوا أنهم فى حاجة إلى الثورة قاموا بها فينزلون إلى الميدان ويعتصمون فيه ولا يثنيهم عن إرادتهم أحد مهما كانت الظروف وعندما جاء الإستفتاء لم يتوجهوا إلى صناديق الإقتراع طاعة لهذا أو ذاك وإنما ذهبوا ليختاروا ما تمليه عليهم أنفسهم وما إقتنعت به عقولهم ليس فى سبيل الفوز بالجنة والبعد عن النار كما إدعى البعض ولكن فى سبيل تحقيق رغباتهم والوصول إلى غايتهم نتيجة قناعتهم بما يختارون لأن الأمر ببساطة لو تأملنا النتائج لعرفنا أن من صوتوا بالموافقة أغلبهم ممن كانوا لايتأخرون لحظة فى تلبية دعوات شباب الثورة فكيف الآن لايلبون النداء والأمر أبسط مما تعتقدون وهو أن هؤلاء هم من قاموا بالثورة دون طمعا فى الجنة أو خوفا من النار بل قاموا بها لأنها تلبى تطلعاتهم والآن هم أنفسهم من ذهبوا إلى لجان الإقتراع ليصوتوا بالموافقة لأنها أيضا تلبى تطلعاتهم ,إن من خرجوا للثورة عندما لم تكن هناك شعارات دينية خرجوا للتعبير عن إرادتهم دون دفع من أحد سوى دافعهم الشخصى وهم أنفسهم من خرجوا للموافقة على التعديلات بإرادتهم ليس بسبب شعارات دينية أو غيرها ولا يصح بعدما شهدنا لهم بالثقافة والحرية أثناء الثورة أن نصفهم اليوم وكأنهم مجرد متلقين لتعليمات أو تسوقهم الشعارات ووجب علينا ألا نبرر فشلنا بل نبحث عن أسبابه ودون محاولة تضليل الآخرين وتحميل البعض نتائج فشلنا وعلينا أن نتعلم من أخطاءنا ونبحث عن آليات جديدة تجعل الآخرين يقتنعون بمنهجنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق