12‏/4‏/2011

حتى لا نكرر أخطاءنا

إن الثورة الخالدة دعا إليها وبدأها مجموعة من الشباب وإنضم إليها باقى فئات الشعب بمختلف إتجاهاتهم وثقافاتهم ومستوياتهم ولم يجبرهم أحد على الإنضمام إليها سوى أنهم وجدوا مايلبى رغباتهم ويحقق طموحاتهم ويتوافق مع ميولهم فشاركت فيها الجماهير من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وإمتزج الجميع فى بوتقة واحدة تهدف إلى إنجاح الثورة وتحقيق أهدافها والتى إجتمعوا عليها ومرت الأيام وسقط النظام أو قل إن شئت سقطت رؤوس النظام ثم جاء الإستفتاء على التعديلات الدستورية وبدأ ما يسميه البعض الإنشقاق ولا أعرف أى إنشقاق يتحدثون عنه وكأنه من الضرورى أن نظل جميعا لسانا واحدا وفكرا واحدا وإتجاها واحدا ولكن ما حدث هو التنوع وحق الإختيار فى أمور ليست حتمية وتتضمن الإختلاف وهنا لابد من إحترام آراء بعضنا البعض إن كنا حقا نتحدث عن ثورة قامت لترسخ مبادىء الحرية والديمقراطية وتنشر مبادىء العدل ولكن بدأنا توجيه الإتهامات وكأن من يخالف وجهة نظرنا يصبح خائنا ثم بدأت أصوات تتعالى بإتهام البعض باستخدام الشعارات الدينية للتغرير بالجماهير وهنا أتساءل هل الملايين التى خرجت إلى الشارع عندما قامت الثورة وملأت الشوارع والميادين فى كافة أنحاء مصر عندما لم تكن هناك شعارات دينية ولم يخرجوا طالبين الجنة ولكن خرجوا ولبوا الدعوة لأنها توافقت مع تطلعاتهم وجاءت لتحقق مطالبهم فإستجابوا لها وإن كان الأمر هكذا فكيف حدث وقد إنضم إليهم من كانوا بينكم فى الميدان وممن كانوا يستجيبون لأوامركم وهنا أيضا أتساءل كيف تحول هؤلاء من طاعتكم إلى طاعة غيركم والإجابة تكمن فى أنهم لايطيعون أحدا سواء أنتم أو غيركم وإنما يختارون ما يرونه الأصلح لهم وللبلاد فعندما أدركوا أنهم فى حاجة إلى الثورة قاموا بها فينزلون إلى الميدان ويعتصمون فيه ولا يثنيهم عن إرادتهم أحد مهما كانت الظروف وعندما جاء الإستفتاء لم يتوجهوا إلى صناديق الإقتراع طاعة لهذا أو ذاك وإنما ذهبوا ليختاروا ما تمليه عليهم أنفسهم وما إقتنعت به عقولهم ليس فى سبيل الفوز بالجنة والبعد عن النار كما إدعى البعض ولكن فى سبيل تحقيق رغباتهم والوصول إلى غايتهم نتيجة قناعتهم بما يختارون لأن الأمر ببساطة لو تأملنا النتائج لعرفنا أن من صوتوا بالموافقة أغلبهم ممن كانوا لايتأخرون لحظة فى تلبية دعوات شباب الثورة فكيف الآن لايلبون النداء والأمر أبسط مما تعتقدون وهو أن هؤلاء هم من قاموا بالثورة دون طمعا فى الجنة أو خوفا من النار بل قاموا بها لأنها تلبى تطلعاتهم والآن هم أنفسهم من ذهبوا إلى لجان الإقتراع ليصوتوا بالموافقة لأنها أيضا تلبى تطلعاتهم ,إن من خرجوا للثورة عندما لم تكن هناك شعارات دينية خرجوا للتعبير عن إرادتهم دون دفع من أحد سوى دافعهم الشخصى وهم أنفسهم من خرجوا للموافقة على التعديلات بإرادتهم ليس بسبب شعارات دينية أو غيرها ولا يصح بعدما شهدنا لهم بالثقافة والحرية أثناء الثورة أن نصفهم اليوم وكأنهم مجرد متلقين لتعليمات أو تسوقهم الشعارات ووجب علينا ألا نبرر فشلنا بل نبحث عن أسبابه ودون محاولة تضليل الآخرين وتحميل البعض نتائج فشلنا وعلينا أن نتعلم من أخطاءنا ونبحث عن آليات جديدة تجعل الآخرين يقتنعون بمنهجنا .

ليست هناك تعليقات: