إن الشعوب تصنع الثورات من أجل القضاء على فساد الحكام وتغيير الأوضاع والإنتقال إلى مرحلة جديدة وعهد جديد وليس مجرد تغيير وجوه وتبديل أسماء لتبقى نفس السياسات وتستخدم نفس الأدوات وتنتهج نفس الأساليب وإنما تعنى الثورة التغيير الشامل ولما كانت ثورتنا قد خطط لها وأنجزها شباب واعى وشباب ناضج ويملك من العقل والحكمة الكثير وفعل ما لم يفعله السابقون لذا أتوجه برسالتى إلى هذا الشباب بصفة خاصة وإلى جموع الشعب بصفة عامة فى دعوة إلى ترشيح أحد الشباب فى إنتخابات الرئاسة القادمة وذلك إيمانا منى وبعد التشاور مع مجموعات متعددة من الشباب ولضرورة الإنتقال من مرحلة الركود وتهميش الشباب والتى عشناها طوال العقود الماضية والتى لم يكن فيها مجال للشباب لشغل أى من المناصب القيادية العليا بحجة أنهم لا يزالون شباب وكأنه من الضرورى لمن يقود أن يكون قد تخطى سن الشباب أو على الأصح يكون من أصحاب المعاشات وهذه أفكار خاطئة بل ومضللة وكان الهدف منها إحتكار السلطة لفئة معينة وهذا الزمان قد إنتهى وولى منذ قيام الثورة ولكننى أرى وأسمع نفس السياسات ونفس الحجج ونفس الأدوات ولا يصح القول بعدما فجر الشباب هذه الثورة الخالدة والذى أثبت للعالم كله أنه يستطيع فعل مالم يفعله شيوخ الفكر والسياسة حيث إستطاع أن يخطط ويدير ويقود من هم شيوخ الفكر والسياسة لذلك فأنا على قناعة بأن هؤلاء الشباب يستطيعون قيادة الأمة وهنا لاأتحدث عن نفسى بصفة شخصية لإحتكار هذا الحق ولكن أتحدث باسم الشباب عموما وأعرض عليهم وعلى الجميع أننى كواحد من هؤلاء الشباب على إستعداد للمناظرة فيما بيننا نحن الشباب لإختيار الأفضل منا ليكون ممثلا لنا فى الإنتخابات الرئاسية القادمة كما أننى على إستعداد لمناظرة أى من شيوخ المفكرين والسياسيين لذا أوجه دعوتى لشباب مصر الطامحين لنتحد جميعا لإختيار واحد منا ليكون ممثلا للشباب ليقود مصر فى هذه المرحلة التى أثبت فيها للجميع أن الشباب قادر على قيادة الأمم بل والنهوض بوطنهم والسير قدما نحو الأفضل على طريق النجاح والتقدم فليس المقياس على سلامة الرؤية هو التقدم فى السن بل هو عمق التجربة ووضوح الرؤية وفى العالم كله وخاصة العالم المتقدم توجد نماذج عديدة لرؤساء وقادة أصغر كثيرا فى السن ,إن التغيير الجارى على الساحة السياسية يفرض علينا ألا نظل تحت الوصاية والتى عانينا منها كثيرا فى ظل النظام السابق ولايمكن أن نظل تحتها فى ظل حكم الفرد الواحد والحزب الواحد والسلطة الواحدة أو ننتقل إلى الوصاية تحت حكم مجموعة من الأفراد ومجموعة من الأحزاب ويبقى الشباب بلا دور أو سلطة فتكون المحصلة واحدة وهى ألا نجد دورا قياديا للشباب بالرغم أنهم أصحاب الثورة ومفجروها ولابد أن ينتهى عصر إستغلالهم والصعود على أكتافهم وحان الوقت ليكون الشباب هم أنفسهم من يقودوا الآخرين وليسوا مجرد تابعين ومهمشين فهلا نتوحد أيها الشباب ونصنع مستقبلنا كما توحدنا وغيرنا ماضينا وحاضرنا أتمنى من الله أن تجد دعوتى صداها ولدى قناعة بأن هؤلاء الشباب يستطيعون تفعيل الدعوة والتعاطى معها بما يكفل لنا تمثيلا يليق بشبابنا لنصنع مستقبلنا بأيدينا ونأخذ مكانتنا التى يستحقها شبابنا والله الموفق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق