14‏/12‏/2011

ألاعيب العسكر أم إملاءات الخارج؟

كلنا أو بالأحرى أغلبنا نقدر الموقف الوطنى الذى إتخذه الجيش المصرى أثناء الثورة بوقوفه إلى جانبها بشكل أو بآخر حتى كتب الله لها النجاح وأسقطت النظام أو أسقطت رؤوس النظام ويبقى أمامها شوطا طويلا للتخلص من بقاياه وأزنابه المتشعبة وحتى بعدما يتخلص منها سيكون أمامه شوطا آخر للتخلص من مخلفاته وأدواته وسياساته التى غرسها فى الشعب وفى مؤسساته على مدار عقود طويلة عانينا فيها من حكم العسكر منذ ثورة يوليو وحتى يومنا الذى نعيشه فى مرحلة التجهيز للإنتقال إلى حكم مدنى يأتى بإختيار الشعب وبكامل إرادته ومنذ إنتهاء الثورة بشكلها العام ونحن نعيش حالة من الترقب والإنتظار ما بين خوف وأمل خوف من طمع العسكر فى حكم البلاد كما فعلوها من قبل مرارا وأمل فى أن نحكم أنفسنا بأيدينا فمنذ إنتهت الثورة وسقطت رؤوس النظام ونعيش حالة من التخبط الذى يكون أحيانا مصطنعا وأحيانا أخرى خارج عن الإرادة وفى هذه المرحلة وفى طريقنا للوصول إلى الدولة المدنية نشاهد أحداث ونتابع تطورات تحمل القلق فى طياتها وتحمل الشك بين تفاصيلها فما بين إستفتاء صوتنا عليه لنرسم طريقنا للخروج من هذه المرحلة الإنتقالية وما بين إعلان دستورى يحمل فى طياته خطوات المرحلة ثم ما نلبث أن نطمئن فيطلع علينا هؤلاء العسكر بتصرفات تجبرنا على القلق والشك مرة أخرى فيطلع علينا بوثيقة للمبادىء الدستورية والتى من شأنها تهميش هذا الشعب والوصاية على إرادته والإختيار نيابة عنه فتخرج الجماهير الغفيرة إلى الميادين رافضة الوصاية من أحد أو السيطرة على حريتنا أو التحكم فى إختياراتنا فيعدل العسكر عن رغبتهم وما بين محاولة فى إطالة مدة بقائهم فى السلطة وما يحمله من تذمر الشعب وقواه السياسية فتخرج الجماهير غاضبة معترضة فيضع العسكر جدولا زمنيا لإنتقال السلطة وتحديد موعد إجراء إنتخابات برلمانية ورئاسية فيطلع علينا العسكر من جديد بالوثيقة فى شكل مبتكر إسمه مجلس إستشارى ونحن على بعد أيام من برلمان منتخب ونكون فى غير حاجة لمثل هذا المجلس فيتسرب الشك إلى النفوس مجددا ويساور الخوف العقول وما بين زيارات من دول خارجية وبين تصريحات لقوى داخلية لا ندرى هل هناك رغبة لدى العسكر للتحايل على إرادة الشعب والتلاعب بعقولنا وفرض سيطرتهم على مقاليد الحكم كما فعلوها سابقا وهذا من شأنه أن يدخل البلاد فى صدامات لا يعلم مداها إلا الله لأن الشعب لن يقبل بالعودة إلى الوراء مهما كانت التضحيات لأن الزمان غير الزمان والظروف غير ما كانت ولن يقبل أحدا ثانية أن يسرق منا أحدا مهما كان شأنه كفاحنا ونضالنا بعدما حققنا إستقلالنا بأيدينا ودفعنا فى سبيل ذلك الغالى والنفيس وما بين إحتمالات وجود ضغوط خارجية على العسكر أنفسهم لتحجيم قوى سياسية بعينها وعدم تمكينها من الحكم وهذا أيضا لن يقبله الشعب لأننا ما قمنا بثورتنا وما دفعنا بأرواح شهدائنا ودماء أبنائنا لننال حريتنا وإستقلال قرارنا حتى يأتى كائن من كان ليملى علينا ويحدد إختياراتنا أو يضع لنا حكومتنا ولو قبل العسكر أنفسهم فلن يقبل الشعب الوصاية مجددا لأننا لن نقبل أن نعيد صناعة العصر وأن نتخلص من حاكم تابع لتنصيب تابع آخربثوب جديد وبين هذا كله يجب على العسكر الذين لايزالون فى الحكم أن يعلموا أن العجلة لن تعود إلى الوراء بل لن تتوقف عن السير قدما وأن ما حققناه من حرية وإستقلال لن نتخلى عنه مهما كانت الظروف ومهما كانت القوى المواجهة ومهما دفعنا من تضحيات بل سنمضى فى طريقنا لتحقيق المزيد من الإستقلالية والمزيد من الحرية لأننا إستعدنا زمام أمورنا وملكنا إتخاذ قرارنا فإما أن يسير الجميع خلفنا وإما أن يتواروا عن الأنظار وإلا فقاطرة الحرية والتغيير سوف تدوس كل من يحاول الوقوف فى طريقها وعرقلة مسيرتها لأن الركب قد سار وما له من وقوف حتى يكمل المسار فإنضموا إلينا أو إرحلوا.

ليست هناك تعليقات: