14‏/12‏/2011

الفترة الإنتقالية وتأثيرتها السلبية

لاشك أن الحكومات الإنتقالية فى معظم الدول لا ينتظر منها الكثير من الإنجازات أو القيام بالمهام الأساسية فى حياة الأمم فهى بطبيعتها وكونها إنتقالية يكون أداؤها غالبا مشوبا بالحذر ولا تملك معه من الأدوات التى تمكنها من إنجاز الكثير ويكون دورها قاصرا على تسيير بعض الأعمال التى تسمح بدوران عجلة الوطن وتسيير حركة ما هو كائن وحراسة قطاعات الوطن والعمل على الدوران ولكنها ليست حكومة تقوم بوضع سياسات أو إتخاذ خطوات حيوية أو إصدار قرارات مصيريه وهذا يحعلها مصدر إنتقاد بالرغم من أنها لا تمتلك الشرعية للقيام بالمزيد عما تقوم به فهى فى كل الأحوال حكومة تم تعيينها ولم تأتى بالإنتخاب ولذا تكون قراراتها لا تتوافق مع الرأى العام لأنه لم يختارها كما أن عدم الإستقرار السياسى الذى يصاحب تشكيل مثل هذه الحكومات فى المراحل الإنتقالية يجعل الوزراء أنفسهم غير قادرين على إتخاذ قرارات حيوية أو إصدار توجيهات حاسمة لأن كل وزير يعلم أنه جاء لتسيير أعمال وليس لإبتكارها وهذا يجعله عاجزا عن تلبية متطلبات الشارع كما أن الشارع نفسه لا يكون على إقتناع بسياسات تلك الحكومات لأنه يشعر بأنها ما جاءت بناءا على إختياره فيشعر معها بأن قراراتها لا تلبى طموحاته فيتمرد عليها وينقلب على مؤسساتها ونصبح فى حاجة إلى تغييرها فتأتى حكومة جديدة بأشخاص جدد وما من شأنه غياب الاستقرار عن مؤسسات الدولة فيغيب تحقيق الأهداف وما يزيد المشكلة هو معرفة تلك الحكومة بأنه من السهل إقالتها إذا ما عجزت عن تحقيق إنجاز ملموس فى وقت قصير وهذا يضيف عبئا إلى أعبائها فتحاول البحث عما يرضى الشارع وليس عما يحقق المصالح العليا للبلاد وهكذا نجد الفترات الإنتقالية سماتها الرئيسية هى الإضطراب وعدم الإستقرار وهذا يدفع إلى محاولة التعجيل بوجود مؤسسات منتخبة تأتى عن طريق إنتخاب الشعب لها مما يجعله راضيا عنها وعما تتخذه من قرارات وإختياره لها يجعله يصبر عليها ويدعم قراراتها لأنه على قناعة باختياره فينتظر ثمرة إختياره وهكذا نجد المرحلة مليئة بالقلاقل والإضطرابات ولم يقتنع الشارع بأداء حكوماتها كما لم يقتنع بأداء المجلس العسكرى الذى يدير البلاد وطول المرحلة يصيب الجميع بالقلق والخوف لا سيما خوف البعض على المؤسسة العسكرية التى تدير البلاد فطول المرحلة وما يشوبها من إضطرابات وسلبيات تؤثر بالسلب على أداء المجلس بما ينعكس على الرصيد الإيجابى للجيش لدى الشعب لأنه كلما طالت الفترة حدثت الأخطاء من المجلس وينعكس بالتالى على الجيش وكل الأخطاء يتحملها المجلس مما يزيد الإساءة الموجهة إليه فالمجلس هو الحاكم الفعلى وهو قائد الجيش ناهيكم عن طول الفترة وتأثيرها على البلاد إقتصاديا وإجتماعيا وعلى كافة الأصعدة ولذا يتوجب علينا أن نسارع فى الإنتهاء من هذه المرحلة بأسرع ما يمكن وذلك بإجراء إنتخابات حرة ونزيهة تأتى ببرلمان منتحب ورئيس منتخب يأتون بإختيار الجماهير التى تملك القدرة على إختيار من يدير شئونها وعندها تكون هناك إدارة للبلاد جاءت بإختيار الجماهير وتستطيع إدارة شئون البلاد وتجنبنا ما قد تسفرعنه مجريات الأحداث خلال المرحلة الإنتقالية ولذا وجب علينا جميعا العمل على إنجاح العملية الإنتخابية بنزاهة وشفافية حتى نضمن العيش فى هدوء وسلام وحتى ننتقل بالبلاد إلى مرحلة الإستقرار القائم على الإختيار الحر وإرادة الجماهير وليس إرادة فئة أو إرادة حاكم وإنما ننتقل إلى مرحلة حكم الشعب بالشعب وهذا هو الدستور والقانون والذان يحفظا الهدوء والرضا والإستقرار فهلم معا نبنى البلاد.








ليست هناك تعليقات: