14‏/12‏/2011

أعداء الأمة....أعداء البناء

لاشك أننا نعيش عرسا ديمقراطيا منذ إنطلاق عملية التصويت فى الإنتخابات البرلمانية ومن يدعى غير ذلك فإما جاحد أو حاقد أو فاشل ولاشك أن ما يحدث وما نشاهده من أبناء الوطن الذين يضربون لنا وللعالم نموذجا يحتذى به لسلوك المواطن المصرى والذى يضع نموذجا فريدا فى السلوك البشرى فها هو نفس المواطن الذى خرج فى الثورة عندما ناداه ضميره الإنسانى وواجبه الوطنى هوالذى خرج لنفس الأسباب يوم الإنتخابات ليلبى نداء الواجب وشهادة الحق وبالرغم من العديد من الجهلاء والمنتفعين الذين لم يروق لهم هذا العرس الديمقراطى وهذا السلوك الحضارى من إنسان تجلت فيه سمات الحضارة والرقى والتى شاهدناها فى تلك الطوابير الممتدة والتى إصطفت سواء فى هذا الجو البارد أو تحت زخات المطر والتى لم تؤثر فيه محاولات الإحباط والتخويف من سير العملية الإنتخابية ولكن هناك أناس لا يحبون أن يشاهدون شيئا جميلا وإذا رأوه فإذا بهم يحاولون تشويهه وتقبيحه ولا يحبون أن تسير الدنيا بما لا يروق لهم لأنهم خلقوا هكذا وكأنهم إلى شعبهم من عالم آخر ففى الوقت الذى شهد العالم كله بمدى نزاهة وشفافية الإنتخابات ومدى رقى هذا السلوك من هذا الشعب العظيم بكافة أطيافه وفئاته وطبقاته إذا بهؤلاء الحفنة من الإعلاميين وضيوفهم المعلبين داخل ثلاجات إستديوهاتهم يطلون علينا عبر شاشاتهم يسفهون شعبنا ويحقرون أداءنا فى حديث أقرب إلى الثرثرة منه إلى الإعلام أو السياسة فهؤلاء لم يتعلموا يوما كيف يكونوا إعلاميين وكيف يكونوا ساسة ولهذا وجدناهم لا يتحدثون إلا إلى أنفسهم ولا يلتفت إليهم أحدا هؤلاء هم الكارهون لكل أشكال الحضارة والرقى ما دامت ترفضهم وترتقى بعيدا عنهم هؤلاء هم الكارهون لكل أشكال الحرية والديمقراطية طالما لم تجعل الشعب يتعبد فى محرابهم وأمام عتباتهم هؤلاء هم الكارهون لكل أشكال الإنسانية طالما لم تأتى بهم أسيادا وطالما لم نبق لديهم عبيدا وطالما لم يكونوا فى مقدمتها لأنهم ما تعلموا يوما كيف يتعاملون مع الشعب ولم يتعلموا يوما سلوك هذا الشعب فلم يعرفوا عنه شيئا ولم يتعلموا كيف يخاطبوه لأنهم ظلوا طويلا يصرخون عبر الشاشات وعبر المؤتمرات ومن داخل القاعات ولم يجلسوا يوما مع هؤلاء البسطاء ولم يتعرفوا يوما على همومهم أو حاجاتهم طلوا علينا مرارا ليحذرونا من خطورة إختياراتنا وكأنهم هم وحدهم العاقلون وكأنهم هم الفاهمون وكأننا جميعا سفهاء من القوم والحقيقة أنهم هم الذين لا يعقلون بل هم إلى السفاهة والسطحية قريبون لأنهم لم يتعلموا بعد كيف أن الشعب نفسه هو من صنع حريته وإسترد إرادته وكانوا هم الهاربون وكانوا على الموائد يأكلون وجموع الشعب فى العراء نائمون وجهلوا أن الشعب الذى صنع ثورته لن يقبل أن ينصب أحدا عليه واصيا ولن يقبل توجيها من أحد بعدما عرف طريقه ولهذا ظلوا يصرخون من غرفهم المغلقة ومن نافذتهم الضيقة ونسوا أن الناس أصبحت عنهم معرضون وإلى كلامهم لا يسمعون ولهذا جاءت النتائج بما لا يتوقعون وبما نادوا به كثيرا بعيدون لأنهم باتوا عن الشعب بعيدون وعن معرفته جاهلون فلم يستمع إليهم ولم يصوت لهم وآن الأوان أنهم إلى الشعب يستمعون وإلى حكمته ينصتون إن كانوا لا زالوا يعقلون.

ليست هناك تعليقات: