قامت الثورة ونجحت وفى طريقها لإستكمال نجاحها وتحقيق باقى أهدافها وجميعنا نعلم أن الثورات تقوم لتهدم الفساد ثم تهدأ لتبنى الأوطان وتشيد البلدان وتعلى من شأن الإنسان وتنهض بالمؤسسات والهيئات وليس أن تستمر فى الثوران إلا إذا كانت مجرد حركات عشوائية لا تملك رؤية سياسية أو خطوات منطقية وإجراءات بنائية وربما تكون هناك بعض الحركات السياسية التى كان لها دورا فى التحضير للثورة وأثناء الثورة ولكن ما يدور على الساحة من محاولة تلك الحركات وإصرارها على الإستمرار فى الإحتجاج دون مبرر ودون وضع بدائل للحل ربما يصب فى غير صالح البلاد وربما يدفع البعض للتشكيك فى نوايا تلك الحركات ففى الوقت الذى يسعى فيه الشعب بمختلف أطيافه لتأسيس عهد جديد وبناء دولة تقوم على المؤسسات بدأها بعقد إنتخابات نزيهة وشفافة تؤدى بنا إلى إختيار مجلس شعب وشورى بإرادة حرة ودون وصاية من أحد ثم إنتخاب رئيس للجمهورية بإرادة كاملة غير منقوصة نجد تلك الحركات لا تزال تحاول الإحتجاج على ما يحدث وما يدور وكأنها لم تتعلم يوما سوى كيفية الإحتجاج ولم تتعلم أبدا كيفية البناء وكيفية الدفع نحو الإستقرار والهدوء فى ظل مرحلة نتجه فيها نحو تأسيس وطن جديد بمشاركة الشعب بكافة أطيافه ولكن ما نراه أن الشعب يسير فى واد وتلك الحركات فى واد آخر الشعب يسير نحو تشكيل مؤسسات وطنية مستقلة بإختياره وبكامل إرادته لتأسيس دولة القانون وتلك الحركات تمارس إحتجاجات بعيدا عن أى منطق وبعيدا عن أى رؤية ففى الوقت الذى نسعى فيه لإختيار برلمان وتشكيل حكومة إذا بتلك الحركات تغرد خارج السرب مطالبة بتشكيل مجلس رئاسى لا يعلم أحدا كيف يتم إختياره ومن يقوم بهذا الإختيار وعمن يعبر هذا المجلس مع أننا لا نبعد عن إختيار رئيس سوى بضعة شهور وبالرغم من أننا بصدد الإنتهاء من إختيار مجلس الشعب والشورى ولكن إصرار هذه الحركات على عمل الوقفات والإحتجاجات يجعلنا نتساءل إلى ماذا تهدف تلك الحركات وما هو منطقها وما هى رؤيتها فى الوقت الذى يذهب فيه الجميع للإدلاء بصوته لإختيار نوابه وإذا كانت تلك الحركات قد تأسست لإبداء إعتراضها على سياسات ونحن فى طريق بناء نظام جديد ولم تعد هناك جدوى لإحتجاجات وهذا يستدعى سؤالا عما إذا كانت تلك الحركات لا تعرف سوى عمل إحتجاجات أم أنها لا تريد إستقرار للبلاد وما جاءت إلا للإنقلاب على القرارات سواء كانت صوابا أم خطأ أم أنها تنفذ أجندات محددة سواء كان النظام مناسبا أم لا أم أن هذه الحركات أدركت أنها لا تمتلك رصيدا لدى الجماهير ولن تنجح فى إنتخابات ولم تستطع الإلتحام بالشعب فراحت تصنع لنفسها دورا يثبت تواجدها أم أنها إتخذت قرارا سابقا بأنها سوف تحتج ولن تتوقف عن الإحتجاج سواء كنا فى حاجة إليه أو لا أم أنه ليس لديها من الوعى السياسى ما تدرك به ضرورات المرحلة ومتطلبات الفترة أم أن هناك من يوجه بوصلتها ويتحكم فى وجهتها لأن ما تقوم به لا يمثل سوى بضعة نفر من أصحاب هذه الحركات وبدا أنهم يسيرون عكس التيار العام للوطن وكأنهم ليسوا جزءا من نسيج هذا الوطن بل ساروا فى طريق ليس مجرد إحتجاجات بل هى أقرب إلى إنقلابات على كل الثوابت والعادات وراحت تنقلب على كل من يخالفها ويخرج عن إطارها أم أنه سوء الفهم وعدم الخبرة ومهما كانت الإجابة فإنه عليهم التوافق مع أفراد الشعب الذى إرتضى لنفسه طريقا واضحا يحدد فيه ملامح دولته ويؤسس به واقعا جديدا يخضع لإرادة الشعب وحرية إختياره وليس لتوجيهات من هنا أو هناك وآن للجميع أن يتوافق لتحقيق مصالح الوطن وصالح الجماهير فتعالوا معا إلى كلمة سواء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق